الدعم النفسي ركن أساسي في رعاية الطفل، سواء في المنزل أو في المدرسة، لهذا سيركز الكوتش والاستشاري في الحياة، محمد مقداد حديثه على الأبوين وأهمية الدعم النفسي . يقول الكوتش محمد مقداد إن الطفل يحتاج إلى دعم أبوي وأسري كبير مليء بالحب والعاطفة خلال فترة الطفولة. لكن هذا الدعم يتلاشى مع مرور الوقت بسبب تراكم مشاغل الحياة، فينسى أغلب الأولياء التزاماتهم غير المادية، ودورهم الفعال في تماسك الأسرة. ونتيجة لذلك، أصبح الحرمان العاطفي ملموسا وحاضرا بقوة في جميع المجتمعات، وأدّى انعدام التواصل وعدم مبالاة الأولياء إلى شعور الطفل بالوحدة والافتقار إلى الحب؛ ما جعل أكثر الأطفال يتعرّضون لمجموعة من التّغيرات المفاجئة في نمط السلوك، بل وقد يلجأون لسلوكيات غير معتادة مثل نوبات الغضب السّريعة والمفاجئة كالتبوّل اللّاإرادي، أو قضم الأظافر، أو البكاء الهستيري والصراخ بلا سبب واضح، أو العناد المستمر. كلّها سلوكيات يقوم بها الطفل للتنفيس عن إحساسه بالحرمان العاطفي. لنصل من خلال كل هذا، يؤكد محمد مقداد إلى أن الحرمان النفسي الذي يتجلى في برود ونقص مشاعر الحب والاهتمام التي كان ينعم بها الطفل سابقا، يتلخص علاجه السليم في الدعم النفسي للطفل؛ هذا الجانب الذي يهمله للأسف العديد من الآباء. ففي مقابل هذا الحرمان، يحتاج الطفل دائما إلى دعم أبوي وأسري كبير مليء بالحب والعاطفة خلال فترة الطفولة. إنّ تجاهل الدعم النفسي، يضيف الكوتش محمد مقداد، يعتبر نوعًا من أنواع عقوق الآباء والأمهات لأولادهم، وذلك انطلاقا من مسؤولية الآباء نحو أبنائهم، والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: “كلّكم راعٍ، وكلّكم مسؤول عن رعيّته”. فليس من الحكمة أن يمرض الإنسان، ويخفي مرضه خشية منه؛ فذلك يعني أنه سيستمر المرض ويستشري في جسده حتى يفتك به، ومثله السكوت عن أمراض المجتمع؛ فتركها يكاد يمزق بنية المجتمع ولحمته. لهذا ينصح محمد مقداد الآباء بالتعامل مع هذه الظاهرة على أنها مشكلة حسّاسة وفي غاية الخطورة، وتتطلب حلولًا فوريّة.
Comments
chargement....