يرى محمد مقداد استشاري العلاقات الزوجية، أن كل بيت لا يخلو من المشاكل الأسرية، مهما بلغت درجة سعادة وتفاهم أعضائه، فغالبا تجد هذه المشاكل مكانا خصبا لها بين الزوجين، بسبب قلة الحوار أو لغيابه بشكل مطلق. ومع الأسف تجد الزوجات يشتكين بشكل أكبر مقارنة بالأزواج الرجال. هذا أمر طبيعي، فطبيعة المرأة يضيف مقداد، يغلب عليها الجانب العاطفي، فتحتاج أكثر لتفاعل الزوج معها في كل تفاصيل الحياة، وعندما يلجأ الزوج إلى كتم أحاسيسه، تتراكم المشاكل إلى أن تنفجر في غير أوانها، فتسبب شرخا وبعدا بين الطرفين. ولكن لا أعتبر أن سلوك أو صفة الزوج الكتوم أو الصامت، قد تصل إلى مرحلة الطلاق بين الزوجين، بل هناك طرق وخطوات ندعو من خلالها الزوجة التي تعاني الأمر، أن تسلك وتخطو خطوات في اتجاه دائرة ضوء تحقق من خلالها الاستمرار والسعادة الزوجية والأسرية. قدّري له الخطوة يتربّى الرجل منذ طفولته – خاصّة في مجتمعنا الشرقي- على أنّ التعبير عن النفس والمشاعر هو تصرّف نسائي بحت، وأكبر دليل على ذلك عبارة “الرجل لا يبكي”. لهذا قد يكون هناك خوف كبير متحكّم بلاوعي حبيبك، يمنعه من كسر هذا القيد أو من الخروج من لباس الرجل القوي الصّلب الذي لا يتأثر. دورك هنا هو أن تظهري له فخرك به، حتّى وإن اشتكى أو تحدّث أو أظهر انزعاجًا أو تعاطفًا، أو تحدّث عن حزنه أو ذرف دمعة، فإنّه لن يخسر صورة البطل في عينيك. كما يجب عليك تقدير المجهود الذي يبذله الرجل من أجل التعبير لك عن مشاعره. لا يجب أن تكوني كالتي تحبط دائمًا جميع محاولات زوجها في أن يتجاوز موانعه للتعبير عن كلّ ما يخالجه؛ كأن تقولي له: أنا لم أسمع منك أبدا أي كلام جميل، أو أنت لا تتحدث معي. بل قدّري كل مجهوداته، وسلّطي الضوء على حواراته، ولو كانت بسيطة أو نادرة.. تخلصي من الأمور التالية يصمت الرجل عندما يتعرض لنقد لاذع أو استهزاء من قبل زوجته، أو للمقاطعة بشكل دائم، أو لاستخفاف بطروحاته أو باقتراحاته. عندما يشعر الزوج أن زوجته لديها حكم مسبق على كلامه وتبدأ باللوم، أو عندما تشعره بأنها صاحبة خبرة أكبر في الموضوع الذي يتحدث عنه، وتبدأ بتصحيح معلوماته، وتبدي عدم اهتمام لما يقول، فهذه التصرفات كلّها تجعله يتعود على الصّمت، ليتحول لديه ذلك السلوك إلى طبع يصعب عليه تغييره أو تعديله. المشاركة احرصي دوما على مشاركته مشاكله، وعلى طلب رأيه في بعض الأمور التي تخصك. ولكن احرصي أيضا على ألا تغرقيه كثيرًا في مشاكلك، حتى لا يضجر منك، وبذلك سيشعر بأهميته ومكانته الكبيرة في حياتك كوني حذرة دائمًا في اختيار الوقت المناسب لمحادثته. كما أنه عليك مشاركته الأمور التي يحبّ، وأن تتحدّثي معه فيها؛ فمثلا، إذا كان زوجك يحبّ كرة القدم، فتعلمي بعض الأشياء عنها، وحاوريه أحيانا فيها، لأنه بذلك السلوك سوف يعتاد على التحاور معك في البداية فقط في الكرة، ثم بعد ذلك اسحبيه يومًا بعد يوم إلى المواضيع التي تحبينها، لكن احرصي على انتقاء مواضيع وأحاديث شيقة ولطيفة، وكوني مرحة، حيث يمكنك طرح ما يثير فضوله واهتمامه حتى يشعر أن الكلام معك شيق وممتع ومريح. في الختام سيدتي، عليك بمحاولة تقبل طباع الرجل الغامض، ومحاولة تغييره شيئًا فشيئًا، دون أن ترهقيه وترهقين نفسك بممارسة الضغوط عليه يوميًا
Comments
chargement....